الانتصار عليه فقال: ﴿جميع﴾ وأشار إلى غرابة الهيئة التي يجتمعون عليها بقوله: ﴿لدينا﴾ وزاد في العظمة بإبرازه في مظهرها، وعبر باسم الفاعل المأخوذ من المبني للمفعول جامعاً نظراً إلى معنى ﴿كل﴾ لأنه أدل على الجمع في آن واحد وهو أدل على العظمة: ﴿محضرون *﴾ أي في يوم القيامة بعد بعثهم بأعيانهم كما كانوا في الدنيا سواء، إشارة إلى أن هذا الجمع على كراهة منهم وإلى أنه أمر ثابت لازم دائم، كأنه لعظيم ثباته لم يزل، وأنه لا بد منه، ولا حيلة في التفصي عنه، وأنه يسير لا توقف له غير الإذن، فإذا أذن فعله كل من يؤمر به من الجنود كائناً من كان، وما أحسن ما قال القائل:
ولو أنا متنا تركنا... لكان الموت راحة كل حي
ولكنا إذا متنا بعثنا... ونسأل بعدها عن كل شي
ولما أتم ضرب المثل المفيد لتمام قدرته على الأفعال الهائلة ببشارة ونذارة حتى أن من طبع على قلبه فهو لا يؤمن وإن كان قريباً في النسب والدار، ومن أسكن قلبه الخشية يؤمن وإن شط به النسب والمزار، فتم التعريف بالقسم المقصود بالذات وهو من يتبع الذكر،


الصفحة التالية
Icon