الإنكاري تأكيداً لزيادة استبعادهم حتى أنهم قاطعون بأنه محال فقالوا قولاً واهياً: ﴿أو آباؤنا﴾ أي يثبت بعثنا وكذا آباؤنا وزادوا في الاستبعاد بقولهم: ﴿الأولون *﴾ اي الذين طال مكثهم في الأرض تحت أطباق الثرى وانمحقت أجزاؤهم بحيث لم يبق لهم أثر ما، ومرت الدهور ولم يبعث أحد منهم يوماً من الأيام، يدلنا بعثه على ما يدعي من ذلك.
ولما بالغوا هذه المبالغات في إنكاره بعد قيام البراهين في هذه السورة وغيرها على جوازه بل وجوبه عادة، أمره بأن يجيبهم بما يقابل ذلك فقال تعالى: ﴿قل نعم﴾ أي تبعثون على كل تقدير قدرتموه، وذكر حالهم بقوله: ﴿وأنتم داخرون *﴾ أي مكرهون عليه صاغرون ذليلون حقيرون. ثم سبب عن الوعد بتحتم كونه ما يدل على أنه غاية في الهوان فقال: ﴿فإنما﴾ أي يكون ذلك بسبب أنكم تزجرون فتقومون، والزجرة التي يقومون بها إنما ﴿هي زجرة﴾ أي صيحة، وأكد ما يفهمه من الوحدة لأجل إنكارهم تصريحاً بذلك وتحقيراً لأمر البعث في جنب قدرته سبحانه وتعالى فقال: ﴿واحدة﴾ وهي الثانية التي كانت الإماتة لجميع الأحياء في


الصفحة التالية
Icon