كانت الإفعال بالنسبة إليه سبحانه على حد سواء، لا تحتاج إلى غير مطلق الإرادة: ﴿فلنعم المجيبون *﴾ أي كنا بما لنا من العظمة له ولغيره ممن كان نعم المجيب لنا، هذه صفتنا لا تغير لها.
ولما كان معنى هذا: فأجبناه إجابة هي النهاية في استحقاق على الممادح من إيصاله إلى مراده من حمله وحمل من آمن به والانتقام ممن كذبه كما هي عادتنا دائماً، عطف عليه قوله: ﴿ونجيناه﴾ أي بما لنا من العظمة ﴿وأهله﴾ أي الذين وافقوه في الدين ﴿من الكرب العظيم *﴾ وهو الأذى من الغرق ﴿وجعلنا ذريته هم﴾ أي خاصة ﴿الباقين *﴾ لأن جميع أهل الأرض غرقوا فلم يبق منهم أحد أصلاً، وأهل السفينة لم يعقب منهم أحد غير أولاده، فأثبناه على نزاهته إن كان هو الأب الثاني، فالعرب والعجم أولاد سام، والسودان أولاد حام، والترك والصقالبة ويأجوج ومأجوج أولاد يافث، فكل من تبع سنته في الخير كان له مثل أجره.
ولما ذكر لأنه بارك في نسله، أعلم أنه أدام ذكره بالخير في أهله فقال: ﴿وتركنا عليه﴾ أي ثناء حسناً، لكنه حذف المفعول


الصفحة التالية
Icon