عليه وغيرهم فيطيعه الكل.
ولما كان الصبر والأفعال المرضية عزيزة في العباد لا تكاد توجد فلا يكاد يصدق بها، علل سبحانه هذا الإكرام له صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأكده، فقال على سبيل الاستنتاج مما تقدم رداً على من يظن أن الشكوى إليه تنافي الصبر، وإشارة إلى أن السر في التذكير به التأسي في الصبر: ﴿إنا﴾ أي على ما لنا من العظمة ﴿وجدناه﴾ أي في عالم الشهادة طبق ما كان لنا في عالم الغيب ليتجدد للناس من العلم بذلك ما كنا به عالمين، ولما كان السياق للحث على مطلق الصبر في قوله تعالى ﴿واصبر على ما يقولون﴾ [المزمل: ١٠] أتى باسم الفاعل مجرداً على مبالغة فقال: ﴿صابراً﴾ ثم استأنف قوله: ﴿نعم العبد﴾ ثم علل بقوله مؤكداً لئلا يظن أن بلاءه قادح في ذلك: ﴿إنه أواب *﴾ أي رجاع بكليته إلى الله سبحانه على خلاف ما يدعو إليه طبع البشر، قال الرازي في اللوامع: قال ابن عطاء: واقف معنا بحسن الأدب لا يغيره دوام النعمة، ولا يزعجه تواتر البلاء والمحنة، روى عبد بن حميد في مسنده عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: وضع رجل يده على النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: والله ما أطيق أن أضع يدي عليك من شدة حماك، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إنا معشر الأنبياء يضاعف لنا البلاء كما يضاعف لنا


الصفحة التالية
Icon