﴿وكل﴾ أي من هؤلاء المذكورين في هذه السورة من الأنبياء قائمون بحق العبودية فهم من خيار عبادنا من هؤلاء الثلاثة ومن قبلهم ﴿من الأخيار *﴾ أي كما أن كلاًّ منهم أواب بالعراقة في وصف الصبر - كما مضى في الأنبياء، وبغير ذلك من كل خير على أن الصبر - جامع لجميع الطريق، فهم الذين يجب الاقتداء بهم في الصبر على الدين ولزوم طريق المتقين.
ولما أتم سبحانه ما أراد من ذكر هؤلاء الأصفياء عليهم السلام الذين عافاهم بصبرهم وعافى من دعوهم، فجعلهم سبحانه سبب الفلاح ولم يجعلهم سبباً للهلاك، قال مؤكداً لشرفهم وشرف ما ذكروا به، حاثاً على إدامة تذكره وتأمله وتدبره للعمل به، مبيناً ما لهم في الآخرة على ما ذكر من أعمالهم وما لمن نكب عن طريقهم على سبيل التفصيل: ﴿وهذا﴾ أي ما تلوناه عليك من أمورهم وأمور غيرهم ﴿ذكر﴾ أي شرف في الدنيا وموعظة من ذكر القرآن ذي الذكر، ثم عطف على قوله ﴿إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد﴾ ما لأضدادهم، فقال مؤكداً رداً على من ينكر ذلك من كفار العرب


الصفحة التالية
Icon