﴿الطرف﴾ أي طرفهن لعفتهن وطرف أزواجهن لحسنهن، ولما لم تنقص صيغة جمع القلة المعنى، لكونه في سياق المدح والامتنان، وكان يستعار للكثرة، أتى على نمط الفواصل بقوله: ﴿أتراب *﴾ أي على سن واحد مع أزواجهن وهو الشباب، سمي القرين ترباً لمس التراب جلده وجلد قرينه في وقت واحد، قال البغوي: بنات ثلاث وثلاثين سنة، لأن ذلك ادعى للتآلف فإن التحاب بين الأقران أشد وأثبت.
ولما ذكر هذا النعيم لأهل الطاعة، وقدم ذلك العذاب لأهل المعصية قال: ﴿هذا﴾ أي الذي ذكر هنا والذي مضى ﴿ما﴾ وبني للمفعول اختصاراً وتحقيقاً للتحتم قوله: ﴿توعدون﴾ من الوعد والإيعاد، وقراءة الغيب على الأسلوب الماضي، ومن خاطب لفت الكلام للتلذيذ بالخطاب تنشيطاً لهممهم وإيقاظاً لقلوبهم ﴿ليوم الحساب *﴾ أي ليكون في ذلك اليوم.
ولما كان هذا يصدق بأن يوجد ثم ينقطع كما هو المعهود من حال الدنيا، أخبر أنه على غير هذا المنوال فقال: ﴿إن هذا﴾ أي المشار إليه إشارة الحاضر الذي لا يغيب ﴿لرزقنا﴾ أي للرزق الذي


الصفحة التالية
Icon