مثل ذلك في خرقه للعادة لا يكاد يتصور: ﴿فإنك﴾ أي بسبب هذا السؤال ﴿من المنظرين *﴾ وهذا يدل أن مثل هذا الإنظار لغيره أيضاً.
ولما دبج في عبارته بما يقتضي السؤال في أن لا يموت، فإن يوم البعث ظرف لفيض الحياة لا لغيضها ولبسطها لا لقبضها، منعه ذلك بقوله: ﴿إلى يوم الوقت﴾ ولما كان تدبيجه في السؤال قد أفهم تجاهله بما هو أعلم الخلق به من تحتم الموت لكل من لم يكن في دار الخلد الذي أبلغ الله تعالى في الإعلام به، قال: ﴿المعلوم *﴾ وهو الصعقة الأولى وما يتبعها.
ولما كانت هذه الإجابة سبباً لأن يخضع وينيب شكراً عليها، وأن يطغى ويتمرد ويخيب لأنها تسليط، وتهيئة للشر، فاستشرف السامع إلى معرفة ما يكون من هذين المسببين، عرف أنه منعه الخذلان من اختيار الإحسان بقوله: ﴿قال فبعزتك﴾ أي التي أبت أن يكون لغيرك فعل لا بغير ذلك، ويجوز أن تكون الباء للقسم ﴿لأغوينهم﴾ أي ذرية آدم عليه السلام ﴿أجمعين *﴾ قال القشيري: ولو عرف عزته لما


الصفحة التالية
Icon