الدال على الفعل الناصب له، وهو واجب الإضمار والإضافة إلى الاسم الأعظم الجامع لجميع الصفات، ثم أتبع ذلك بيان ما يلزم من كونه وعده بقوله على سبيل النتيجة: ﴿لا يخلف الله﴾ أي الملك الذي لا شريك له يمنعه من شيء يريده. ولما كان الرعي لزمان الوعد ومكانه إنما يكون للمحافظة عليه فهو أبلغ من رعيه نفسه، عبر بالمفعال فقال: ﴿الميعاد *﴾ لأنه لا سبب أصلاً يحمله على الإخلاف.
ولما أخبر سبحانه بقدرته على البعث، دل عليها بما يتكرر مشاهدته من مثلها، وخص المصطفى صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالخطاب حثاً على تأمل هذا الدليل تنبيهاً على عظمته فقال مقدراً: ﴿ألم تر﴾ أي مما يدلك على قدرته سبحانه على إعادة ما اضمحل وتمزق، وأرفت وتفرق: ﴿أن الله﴾ أي الذي له كل صفة كمال ﴿أنزل من السماء﴾ أي التي لا يستمسك الماء فيها إلا بقدرة باهرة تقهره على ذلك ﴿ماء﴾ كما تشاهدونه في كل عام ﴿فسلكه﴾ أي في خلال التراب حال كونه ﴿ينابيع﴾ أي عيوناً فائرة ﴿في الأرض﴾ فقهره على الصعود بعد أن غيبه في أعماقها بالفيض والصوب بعد أن كان قسره على الانضباط في العلو ثم أكرهه على النزول على مقدار معلوم وكيفية مدبرة وأمر مقسوم، قال الشعبي والضحاك: كل ماء في