﴿إنا نحن نحيي الموتى﴾ فكذلك نفعل بهؤلاء إذا شئنا هدايتهم ﴿أو من كان ميتاً فأحييناه﴾ ثم ذكر دأب المعاندين وسبيل المكذبين مع بيان الأمر فقال ﴿واضرب لهم مثلاً أصحاب القرية﴾ - الآيات، واتبع ذلك سبحانه بما أودع في الوجود من الدلائل الواضحة والبراهين فقال ﴿ألم يروا كم أهلكنا قبلهم من القرون﴾ الآية، ثم قال ﴿وآية لهم الأرض الميتة أحييناها﴾ إلى قوله: ﴿أفلا تشكرون﴾ ثم قال ﴿وآية لهم الّيل نسلخ منه النهار﴾ ﴿وكل في فلك يسبحون﴾ ثم قال ﴿وآية لهم أنا حملنا ذريتهم﴾ إلى قوله: ﴿إلى حين﴾ ثم ذكر إعراضهم مع عظيم هذه البراهين وتكذيبهم وسوء حالهم عند بعثتهم وندمهم وتوبيخهم وشهادة اعضائهم بأعمالهم، ثم تناسجت الآية جارية على ما يلائم ما تقدم إلى آخر السورة - انتهى.
ولما كان كأنه قيل: ما هذا الذي أرسل به؟ كان كأنه قيل جوباً لمن سأل: هو القرآن الذي وقع الإقسام به وهو ﴿تنزيل﴾ أو حاله كونه تنزيل ﴿العزيز﴾ أي المتصف بجميع صفات الكمال. ولما كانت هذه الصفة للقهر والغلبة، وكان ذلك لا يكون صفة كمال إلا بالرحمة قال: ﴿الرحيم *﴾ أي الحاوي لجميع صفات الإكرام الذي ينعم على من يشاء من عباده بعد الإنعام بإيجادهم بما يقيمهم على