في غير النداء بإظهار الاسم الأعظم في قوله: (فأيّ آيات الله) أي المحيط بصفات الكمال) تنكرون (حتى تتوجه لكم المجادلة في آياته التي من أوضحها البعث.
ولما وصل الأمر إلى حد من الوضوح لا يخفى على أحد، تسبب عنه لفت الخطاب عنهم دلالة على الغضب الموجب للعقاب المقتضي للرهيب فقال: (أفلم
سيروا) أي هؤلاء الذين هم أضل من الأنعام) في الأرض (أيّ أرض كانت، سير اعتبار) فينظروا (نظر ادكار فيما سلكوه من سلبها ونواحيها، ونبه زيادة العظمة فيما حثهم على النظر فيه بسوقه مساق الاستفهام تنبيهاً على خروجه عن أمثاله، ومباينته لأشكاله، بقوله: (كيف كان عاقبة) أي آخر أمر) الذين (ولما كانوا لا يقدرون على استغراق نظر جميع الأرض وآثار جميع أهلها، نبه بالجار على ما تيسر فقال تعالى: (من قبلهم) أي مع قرب الزمان والمكان، لوما كانوا معتمدين في مغالبة الرسول (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) ومجادلته بالباطل في الآيات الظاهرة على كثرتهم وقوتهم وقلة أصحابه مع ضعفهم، وكان قد تقدم الإنكار عليهم في المجادلة لإدحاض الحق، وعظيم النكيرعليهم بعدم النظر عن المسير في