﴿وما اختلفتم﴾ أي أيها الخلق ﴿فيه من شيء﴾ وذلك هو الفروع مطلقاً والأصول في حال الرفاهية ﴿فحكمه إلى الله﴾ أي الذي هو الولي لا غيره وهو القدير لا غيره، فلا يخرج شيء عن أمره، فحصوا عنه تجدوه في كتابه لأن فيه تبيان كل شيء، فإن قصرت أفهامكم عن إخراجه منه فاطلبوه في سنة نبيه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإن عز عليكم ففي إجماع أهل دينه، فإن أعوزكم ذلك ففي القياس على شيء من ذلك. قال القشيري: هذه الأشياء هي قانون الشريعة، وجملتها من كتاب الله، فإن الكتاب هو الذي يدل على صحة هذه الجملة - انتهى. وما اجتهدتم فيه على ما شرع لكم وفصلتموه بما ظهر لكم على حكم بذل الجهد مضى، وما لا فصله بينكم سبحانه في هذا اليوم أن أراد بنصر المحق وخذلان الظالم، وإن أراد أخره إلى يوم الدين، فإن شاء عفا وإن شاء عاقب عليه، فلا حكم لغيره لا في الدنيا ولا في الآخرة.
ولما أنتج هذا أنه لا عظيم غيره، ولا إله إلا هو، ترجم ذلك بقوله مخاطباً للكل: ﴿ذلكم﴾ أي العظيم الرتبة جداً ﴿الله﴾ المحيط بجميع أوصاف الكمال، فلا شريك له في شيء منه بوجه ﴿ربي﴾ الذي لا مربي له غيره في ماضٍ ولا حال ولا استقبال. ولما كان ذلك، أنتج ولا بد قوله: ﴿عليه﴾ أي وحده ﴿توكلت﴾ أي أسلمت


الصفحة التالية
Icon