الآخرة، وطوى ذكر الدنيا في هذا الشق تنبيهاً على أنها أحقر من أن تذكر مع أنه معلوم من آيات أخر ﴿ومن كان﴾ أي من قوي أو ضعيف ﴿يريد حرث الدنيا﴾ أي أرزاقها التي تطلب بالكد والسعي ويستنمي به مكتفياً به مؤثراً له على الآخرة ﴿نؤته منها﴾ ما قسمناه له، ولو تهاون به ولم يطلبه لأتاه، ولا ينال كل ما يتمناه ولو جهد كل الجهد، وأما الآخرة فكل ما نواه طالبها من أعمالها حصل له وإن لم يعمله ﴿وما﴾ أي والحال أن طالب الدنيا ما ﴿له في الآخرة من نصيب *﴾ أصلاً، روى أبيّ بن كعب رضي الله أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:
«بشر هذه الأمة بالسنا والرفعة والنصرة والتمكين في الأرض فمن عمل منهم عمل الآخرة للدنيا لم يكن له في الآخرة من نصيب» رواه أحمد وابن حبان في صحيحه والحاكم - وقال: صحيح الإسناد - والبيهقي، وذلك لأن الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، وهذا تهاون بها فلم ينوها وهي أشرف من أن تقبل على من أعرض عنها