بالجواب بقوله: ﴿قل﴾ أي لمن توهم فيك ما جرت به عادة المبشرين: ﴿لا أسئلكم﴾ أي الآن ولا في مستقبل الزمان ﴿عليه﴾ أي البلاغ بشارة ونذارة ﴿أجراً﴾ أي وإن قل ﴿إلا﴾ أي لكن أسألكم ﴿المودة﴾ أي المحبة العظيمة الواسعة.
ولما كانوا يثابرون على صلة الأرحام وإن بعدت والأنساب لذلك قال: ﴿في القربى﴾ أي مظروفة فيها بحيث يكون القربى موضعاً للمودة وظرفاً لها، لا يخرج شيء من محبتكم عنها، فإنها بها يتم أمر الدين ويكمل الاجتماع فيه، فإنكم إذا وصلتم ما بيني وبينكم من الرحم لم تكذبوني بالباطل، ولم تردوا ما جئتكم به من سعادة الدارين، فأفلحتم كل الفلاح ودامت الألفة بيننا حتى نموت ثم ندخل الجنة فتستمر ألفتنا دائماً أبدا وقد شمل ذلك جميع القرابات ولم يكن بطن من قريش إلا وله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيهم قرابة، رواه البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما وقال: إلا أن تصلوا ما بيني وبينكم من القرابة، وروى البخاري عن سعيد بن جبير: إلا أن تؤدوني في قرابتي


الصفحة التالية
Icon