من البلاء وتارة تكون بتأخيره إلى الدار الآخرة ﴿ولو﴾ أي هو يقبل ويستجيب والحال أنه لو ﴿بسط﴾ ولما كان هذا المقام عظيماً لاحتياجه إلى الإحاطة بأخلاقهم وأوصافهم وما يصلحهم ويفسدهم والقدرة على كل بذل ومنع، عبر بالاسم الأعظم فقال: ﴿الله﴾ أي الملك الأعظم الجامع لجميع صفات الكمال تنبيهاً على عظمة هذا المقام: ﴿الرزق﴾ لهم - هكذا كان الأصل، لكنه كره أن يظن خصوصيته ذلك بالتائبين فقيل: ﴿لعباده﴾ أي كلهم التائب منهم وغيره بأن أعطاهم فوق حاجتهم ﴿لبغوا في الأرض﴾ أي لصاروا يريدون كل ما يشتهونه، فإن لم يفعل سعوا في إنفاذه كالملوك بما لهم من المكنة بكل طريق يوصلهم إليه فيكثر القتل والسلب والنهب والضرب ونحو ذلك من أنواع الفساد، وقد تقدم في النحل من الكلام على البغي ما يتقن به علم هذا المكان.
ولما كان معنى الكلام أنه سبحانه لا يبسط لهم ذلك بحسب ما يريدونه، بنى عليه قوله سبحانه: ﴿ولكن ينزِّل﴾ أي لعباده من الرزق


الصفحة التالية
Icon