يبعث الجنان واللسان والأركان على الشكر لمن أسداها قال: ﴿وتقولوا﴾ أي بألسنتكم جمعاً بين القلب واللسان. ولما كان الاستواء على ذلك مقتضياً لتذكر النقص بالاحتياج إليها في بلوغ ما ركبت لأجله وفي الثبات عليها وخوف العطب منها وتذكر أن من لا يزال يحسن إلى أهل العجز الذين هم في قبضته ابتداء وانتهاء من غير شيء يرجوه منهم لا يكون إلا بعيداً من صفات الدناءة وأن استواءه على عرشه ليس كهذا الاستواء المقارن لهذه النقائص وأنه ليس كمثله شيء، كان المقام للتنزيه فقال: ﴿سبحان الذي سخر﴾ أي بعلمه الكامل وقدرته التامة ﴿لنا هذا﴾ أي الذي ركبناه سفينة كان أو دابة ﴿وما﴾ أي والحال أنا ما ﴿كنا﴾ ولما كان كل من المركوبين في الواقع أقوى من الركاب، جعل عدم إطاقتهم له وقدرتهم عليه كأنه خاص به، فقال مقدماً للجار دلالة على ذلك: ﴿له مقرنين﴾ أي ما كان في جبلتنا إطاقة أن يكون قرناً له وحده لخروج قوته من بين ما نعالجه ونعانيه عن طاقتنا


الصفحة التالية
Icon