الصارف عن جهد الاجتهاد إلى سفالة التقليد، وهو موجب لركون الهواء ولو بان الدليل، وهو موجب للبغي والإصرار عليه واللجاجة فيه والتجبر والطغيان، ومعظم الناس في الأغلب أتباع لهؤلاء: ﴿إنا وجدنا آباءنا﴾ أي وهم أعرف منا بالأمور ﴿على أمة﴾ أي أمر جامع يستحق أن يقصد ويؤم وطريقة ودين، وأكدوا قطعاً لرجاء المخالف من لفتهم عن ذلك ﴿وإنا على آثارهم﴾ لا غيرها، ثم بينوا الجار والمجرور وأخبروا خبراً ثانياً واستأنفوا لإتمام مرادهم قولهم إيضاحاً لأن سبب القص القدوة: ﴿مقتدون﴾ أي مستنون أي راكبون سنن طريقهم لازمون له لأنهم مقتدون لأن تقدم عليهم، وحالنا أطيب ما يكون في الاستقامة وأقرب وأسرع.
ولما كان كأنه قيل: فقال كل نذير: فما أصنع؟ أجاب بقوله: ﴿قل﴾ أي يا أيها النذير - هذا على قراءة الجماعة، وعلى قراءة ابن عامر وحفص وعاصم يكون التقدير أن السامع قال: فما قال النذير في جوابهم؟ فأجيب بقوله: قال إنكاراً عليهم: ﴿أولو﴾ أي أتقتدون بآبائكم على كل حال وتعدونهم مهتدين ولو ﴿جئتكم﴾ والضمير


الصفحة التالية
Icon