التقليد ﴿وقومه﴾ الذين كانوا هم القوم في الحقيقة لاحتوائهم على ملك جميع الأرض كما قلت: إنا لكم سواء ولما كانوا لا يتخيلون أصلاً أن أحداً يكون مخالفاً لهم، أكد بالحرف وإظهار نون الوقاية فقال: ﴿إنني﴾ وزاد بالنعت بالمصدر الذي يستوي فيه الواحد وغيره والمذكر وغيره لكونه مصدراً وإن وقع موقع الصفة باللفظ الدال على أنه مجسد من البراءة جعله على صورة المزيد لزيادة التأكيد فقال: ﴿براء﴾ ومن ضمه جعله وصفاً محضاً مثل طوال في طويل ﴿مما تعبدون﴾ في الحال والاستقبال مهما كان غير من اشتبه، فإنهم كانوا مشركين فلا بد من الاستثناء ومن كونه متصلاً، قال الإمام أبو علي الحسن بن يحيى بن نصر الجرجاني في كتاب بيان نظم القرآن ما حاصله: سر قول السلف أن الكلمة هنا أي الآية في قوله كلمة باقية ﴿لا إله إلا الله﴾ أن النفي والتبرئة واحد فإنني براء بمنزلة لا، وقوله ﴿مما تعبدون﴾ بمنزلة إله إذا كل معبود يسمى إلهاً فآل ذلك إلى: لا إله ﴿إلا الذي فطرني﴾ قال: فقد ضممت بهذا التأويل إلى فهمك الأول الذي استفدته من الخبر فهم المعرفة الحقيقية الذي أفاد له طباعك


الصفحة التالية
Icon