نفسه في غاية الخفية لا يستطاع بعضه بوجه، أشار إلى ذلك كله بقوله على وجه الاستنتاج مما مضى مرغباً فيه دالاً على اقتضائه الطاعة ﴿هذا﴾ أي الأمر العظيم الذي دعوتكم إليه ﴿صراط﴾ أي طريق واسع جداً واضح ﴿مستقيم﴾ لا عوج له.
ذكر ما يدل على أنه أتى بالحكمة من الإنجيل:
قال متى أحد مترجميه الأربعة وقد خلطت تراجمهم وأغلب السياق لمتى: فلما خرج يسوع وجاء إلى نواحي صور وصيدا إذا بامرأة كنعانية - وقال مرقس: يونانية - خرجت من تلك التخوم تصيح وتقول: ارحمني يا رب يا ابن داود! ابنتي بها شيطان رديء، فلم يجبها بكلمة، فجاء تلاميذه وسألوه قائلين: اصرف هذه المرأة لأنها تصيح خلفنا، أجاب وقال لهم: لم أرسل إلا إلى الخراف من بيت إسرائيل، فأتت وسجدت له قائلة: يا رب أعني فأجاب: ليس هو جيداً أن يؤخذ خبز البنين فيعطى للكلاب، فقالت: نعم! يا رب،


الصفحة التالية
Icon