أي اتركهم على أسوأ أحوالهم ﴿يخوضوا﴾ أي يفعلوا فعل الخائض في الماء في وضع رجله التي هي عماده فيما لا يعرفه، وقد لا يرضاه لكونه لا علم له به ﴿ويلعبوا﴾ أي يفعلوا فعل اللاعب في انهماكه في فعل ما ينقصه ولا يزيده ﴿حتى يلاقوا﴾ أي يفعلوا بتصريم أعمارهم في فعل ما لا ينفعهم فعل المجتهدين في أن يلقوا ﴿يومهم الذي يوعدون *﴾ بوعد لا خلف فيه فيظهر فيه وعيدهم ويحق تهديدهم.
ولما نزهه سبحانه عن الولد ودل على ذلك بأنه مالك كل شيء وملكه، وكان ذلك غير ملازم للألوهية، دل على أنه مع ذلك هو الإله لا غيره في الكونين بدليل بديهي يشترك في علمه الناس كلهم، وقدم السماء ليكون أصلاً في ذلك يتبع لأن الأرض تبع لها في غالب الأمور، فقال دالاً على أن نسبة الوجود كله إليه على حد سواء لأنه منزه عن الاحتياج إلى مكان أو زمان عاطفاً على ما تقديره: تنزه عما نسبوه إليه الذي هو معنى ﴿سبحان﴾ :﴿وهو الذي﴾ هو ﴿في السماء إله﴾ أي معبود لا يشرك به شيء ﴿وفي الأرض إله﴾ توجه الرغباب إليه في جميع الأحوال، ويخلص له في جميع أوقات


الصفحة التالية
Icon