﴿فاستكبرتم﴾ أي فتسبب عن تلاوتها التي من شأنها إيراث الخشوع والإخبات والخضوع أن طلبتم الكبر لأنفسكم وأوجدتموه على رسلي وآياتي ﴿وكنتم﴾ خلقاً لازماً ﴿قوماً﴾ أي ذوي قيام وقدرة على ما تحاولونه ﴿مجرمين *﴾ أي عريقين في قطع ما يستحق الوصل، وذلك هو الخسران المبين، والآية من الاحتباك: ذكر الإدخال في الرحمة أولاً دليلاً على الإدخال في اللعنة ثانياً، وذكر التبكيت ثانياً دليلاً على التشريف أولاً، وسره أن ما ذكره أدل على شرف الولي وحقارة العدو ﴿وإذا﴾ أي وكنتم إذا ﴿قيل﴾ من أيّ قائل كان ولو على سبيل التأكيد: ﴿إن وعد الله﴾ الذي كل أحد يعلم أنه محيط بصفات الكمال ﴿حق﴾ أي ثابت لا محيد عنه يطابقه الواقع من البعث وغيره لأن أقل الملوك لا يرضى بأن يخلف وعده فكيف به سبحانه وتعالى فكيف إذا كان الإخلاف فيه مناقضاً للحكمة ﴿والساعة﴾ التي هي مما وعد به وهي محط الحكمة فهي أعظم ما تعلق


الصفحة التالية
Icon