وذلك لا يخرج عنه شيء من الخلق لأنه إما أن يكون علوياً أو سفلياً ﴿رب العالمين *﴾ فجمع ما مفرده يجل على جميع الحوادث لأن العالم ما سوى الله. تنبيهاً على أصنافه وتصريحاً بها وإعلاماً بأنه أريد به مدلوله المطابقي لا البعض بدلالة التضمن، وأعاد ذكر الرب تنبيهاً على أن حفظه للخلق وتربيته لهم ذو ألوان بحسب شؤون الخلق، فحفظه لهذا الجزء على وجه يغاير حفظه لجزء آخر، وحفظه للكل من حيث هو كل على وجه يغاير حفظه لكل جزء على حدته، مع أن الكل بالنسبة إلى تمام القدرة على حد سواء.
ولما أفاد ذلك غناه الغنى المطلق وسيادته وأنه لا كفوء له، عطف عليه بعض اللوازم لذلك تنبيهاً على مزيد الاعتناء به لدفع ما يتوهمونه من ادعاء الشركة التي لا يرضونها لأنفسهم فقال: ﴿وله﴾ أي وحده ﴿الكبرياء﴾ أي الكبر الأعظم الذي لا نهاية له: ﴿في السماوات﴾ كلها ﴿والأرض﴾ جميعها اللتين فيهما آيات للمؤمنين، روى مسلم وأبو داود وابن ماجة عن أبي هريرة ومسلم


الصفحة التالية
Icon