ولم يقم بحاجته، وحجته بطلت، وقال الصغاني في مجمع البحرين: وشيء بدع - بالكسر أي مبتدع، وفلان بدع في هذا الأمر أي بديع، وقوم أبداع، عن الأخفش: والبديع المبتدع والبديع المبتدع أيضاً، وأبدعت حجة فلان - إذا بطلت وأبدعت: أبطلت - يتعدى ولا يتعدى.
ولما أثبت بموافقته صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للرسل أصل الكلام وبقي أن يقال: إن التكذيب في أن الله أرسله به، قام الدليل على صدقه في دعواه، وذلك بأنه مماثل لهم في أصل الخلقة ليس له من ذاته من العلم إلا ما لهم، وليس منهم أحد يصح له حكم على المغيبات، فلولا أن الله أرسله لما صح كل شيء حكم به على المستقبلات ولم يتخلف من ذلك شيء فقال: ﴿وما أدري﴾ أي في هذا الحال بنوع حيلة وعمل واجتهاد ﴿ما﴾ أي الذي ﴿يفعل﴾ أي من أيّ فاعل كان سواء كان هو الله تعالى بلا واسطة أو بواسطة غيره ﴿بي﴾ وأكد النفي ليكون ظاهراً في الاجتماع وكذلك في الانفراد أيضاً فقال: ﴿ولا﴾ أي ولا أدري الذي يفعل ﴿بكم﴾ هذا في أصل الخلقة وأنتم ترونني أحكم على نفسي بأشياء لا يختل شيء منها مثل أن أقول: إني آتيكم من القرآن