التولية - أي القرب - بتوجيه الوجوه والهمم والعزائم ﴿إلى قومهم﴾ الذين فيهم قوة القيام بما يحاولونه، ودل على حسن تقبلهم لما سمعوه ورسوخهم في اعتقاده بقوله تعالى: ﴿منذرين *﴾ أي مخوفين لهم ومحذرين عواقب الضلال بأمر من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قال ابن عباس رضي الله عنهما: جعلهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رسلاً إلى قومهم.
ولما كان كأنه قيل: ما قالوا لهم في إنذارهم؟ قيل: ﴿قالوا﴾ أي لقومهم حين أقبلوا عليهم: ﴿يا قومنا﴾ مترققين لهم ومشفقين بهم بذكر ما يدل على أنهم منهم يهمهم ما يهمهم ويكربهم ما يكربهم كما قيل:

وإن أخاك الحق من كان معك ومن يضر نفسه لينفعك
ولما كانوا - بنزول ما في أسفار الأنبياء من بني إسرائيل والزبور والإنجيل خالية من الأحكام والحدود إلا يسيراً من ذلك في الإنجيل - قاطعين أو كالقاطعين بأنه لا ينزل كتاب يناظر التوراة في الأحكام والحدود


الصفحة التالية
Icon