حيث لا ينفع التصديق: ﴿بلى﴾ وما كفاهم البدار إلى تكذيب أنفسهم حتى أقسموا عليه لأن حالهم كان مباعداً للإقرار، وذكروا صفة الإحسان زيادة في الخضوع والإذعان ﴿وربنا﴾ أي إنه لحق هو من أثبت الأشياء، وليس فيه شيء مما يقارب السحر، ثم استأنف جواب من سأل عن جوابه لهم بقوله تعالى: ﴿قال﴾ مبكتاً لهم بياناً لذلهم موضع كبرهم الذي كان في الدنيا مسبباً عن تصديقهم هذا الذي أوقعوه في غير موضعه وجعلوه في دار العمل التي مبناها على الإيمان بالغيب تكذيباً معبراً بما يفهم غاية الاستهانة لهم: ﴿فذوقوا العذاب﴾ أي باشروه مباشرة الذائق باللسان، ثم صرح بالسبب فقال: ﴿بما كنتم﴾ أي خلقاً وخلقاً مستمراً دائماً أبداً ﴿تكفرون *﴾ في دار العمل.
ولما علم بما قام من الأدلة وانتصب من القواطع أن هذا مآلهم، سبب عنه قوله رداً على ما بعد خلق الخافقين في مطلعها من أمر الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ونسبتهم له إلى الافتراء وما بعده: ﴿فاصبر﴾ أي على مشاق ما ترى في تبليغ الرسالة، قال القشيري: والصبر


الصفحة التالية
Icon