قال ابن الجوزي - قاله ابن زيد واختاره ابن الأنباري وقال: «من» للتجنيس لا للتبعيض، وفي قول أنهم جميع الأنبياء إلا يونس عليه الصلاة والسلام - قال ابن الجوزي: حكاه الثعلبي.
ولما أمره بالصبر الذي من أعلى الفضائل، نهاه عن العجلة التي هي من أمهات الرذائل، ليصح التحلي بفضيلة الصبر الضامنة للفوز والنصر فقال: ﴿ولا تستعجل لهم﴾ أي تطلب العجلة وتوجدها بأن تفعل شيئاً مما يسوءهم في غير حينه الأليق به. ولما كان ما أمر به ونهى عنه في غاية الصعوبة، سهله بقوله مستأنفاً: ﴿كأنهم يوم يرون﴾ أي في الدنيا عند الموت مثلاً أو في الآخرة وقت العرض والحساب والهول الأعظم الأكبر الذي تقدمت الإشارة إليه جداً والتحذير منه لأهل المعاصي والبشارة فيه لأهل الطاعة، فأما هذه الطائفة فإذا رأوا ﴿ما يوعدون﴾ من ظهور الدين في الدنيا والبعث في الآخرة، وبناه للمفعول لأن المنكىء هو الإيعاد لا كونه من معين ﴿لم يلبثوا﴾ أي في الدنيا حيث كانوا عالين ﴿إلا ساعة﴾.
ولما كانت الساعة قد يراد بها الجنس وقد تطلق على الزمن الطويل، حقق أمرها وحقرها بقوله: ﴿من نهار﴾ ولما تكفل ما ذكر في هذه السورة من الحجج الظاهرة والبراهين الباهرة ببيان ما هو


الصفحة التالية
Icon