بهم فقال تعالى: ﴿فضرب الرقاب﴾ أي عقبوا لقيكم لهم من غير مهلة بأن تضربوا رقابهم ضرباً بالصدق في الضرب بما يزهق أرواحهم، فإن ذلك انتهاز للفرصة وعمل بالأحوط، وكذلك النفس التي هي أعدى العدو إذا ظفرت بها وجب عليك أن لا تدع لها بقية، قال القشيري: فالحية إذا بقيت منها بقية فوضعت عليها إصبع ثبت فيها سمها.
ولما كان التقدير: ولا يزال ذلك فعلكم، غياه بقوله: ﴿حتى﴾ وبشرهم بالتعبير بأداة التحقق فقال تعالى: ﴿إذا أثخنتموهم﴾ أي أغلظتم القتل فيهم وأكثرتموه بحيث صاروا لا حراك بهم كالذي ثخن فأفرط ثخنه؛ فجعل ذلك شرطاً للأسر كما قال تعالى ﴿وما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض﴾ [الأنفال: ٦٧] ثم قال تعالى مبيناً لما بعد الثخن: ﴿فشدوا﴾ أي لأنه لا مانع لكم الآن من الأسر ﴿الوثاق﴾ أي


الصفحة التالية
Icon