فقال: ﴿يشاء الله﴾ أي الملك الأعظم الذي له جميع صفات الكمال والقدرة على ما يمكن ﴿لانتصر منهم﴾ أي بنفسه من غير أحد انتصاراً عظيماً بأن لا يبقى منهم أحداً ﴿ولكن﴾ أوجب ذلك عليكم ﴿ليبلوا﴾.
ولما كان الابتلاء ليس خاصاً بفريق منهم بل عاماً للفريقين لأنه يكشف عن أهل المحاسن وأهل المساوئ من كل منهم، قال تعالى: ﴿بعضكم﴾ من الفرقة المؤمنين بالإنكار عليهم من الفرقة الطاغين حتى يكون لهم بذلك اليد البيضاء ﴿ببعض﴾ أي يفعل في ذلك فعل المختبر ليترتب عليه الجواء على حسب ما تألفونه من العوائد.
ولما أفهم هذا أن الابتلاء بين فريقين بالجهاد، قال عاطفاً على ما تقديره: فالذين قاتلوا أو قتلوا في سبيل الشيطان أضل أعمالهم: ﴿والذين قتلوا﴾ وفي قراءة البصريين وحفص ﴿قتلوا﴾ وهي أكثر ترغيباً والأولى أعظم ترجية ﴿في سبيل الله﴾ أي لأجل تسهيل


الصفحة التالية
Icon