والملاءة بالعدد: ﴿فتعساً﴾ أي فقد عثروا فيقال لهم ما يقال للعاثر الذي يراد أنه لا يقوم: تعساً لا قيام معه، كما يقال لمن عثر وأريد قيامه: تعساً لك، والمراد بالتعس الانحطاط والسفول والهوان والقلق.
ولما كان كأنه قيل: لمن هذا؟ قيل: ﴿لهم﴾ فلا يكادون يثبتون في قتال لمن صلحت من الأعمال.
ولما كان الإنسان قد يعثر ويقع ويقال له: تعساً، ويقوم بعد ذلك، ولا يبطل عمله، بين أن قوله ليس كذلك، بل مهما قاله كان لا يتخلف أصلاً، فقال معبراً بالماضي إشارة إلى التحتم فيه، وأما الاستقبال فربما تاب على بعضهم فيه عاطفاً على ما تقديره فقال تعالى لهم ذلك: ﴿وأضل أعمالهم *﴾ وإن كانت ظاهرة الإيقان لأجل تضييع الأساس بالإيمان.
ولما بين ما صنع بهم ليجترئ به حزبه عليهم، بين سببه ليجتنب فقال: ﴿ذلك﴾ الأمر البعيد من الخير ﴿بأنهم﴾ أي بسب بأنهم ﴿كرهوا﴾ بغضوا وخالفوا وأنكروا ﴿ما أنزل الله﴾ أي الملك