مخالفة للهوى، فهم القسم الأول من آية توطئة المثل ﴿الذين هم على بينة من ربهم﴾ ومعنى الإضافة أنه آتى كلاًّ منهم منها بحسب ما يقتضيه حاله، قال ابن برجان: التقوى عمل الإيمان كما أن أعمال الجوارح عمل الإسلام - انتهى.
ولما كان أشد ما يتقى القيامة التي هم بها مكذبون، سبب عن اتباعهم الهوى قوله تعالى: ﴿فهل ينظرون﴾ أي ينتظرون، ولكنه جرده إشارة إلى شدة قربها ﴿إلا الساعة﴾ ولما كان كأنه قيل: ما ينتظرون من أمرها؟ أبدل منها قوله: ﴿أن تأتيهم﴾ أي تقوم عليهم، وعبر بالإتيان زيادة في التخويف ﴿بغتة﴾ أي فجاءة من غير شعور بها ولا استعداد لها.
ولما دل ذلك على مزيد القرب، وكان مجيء علامات الشيء أدل على قربه مع الدلالة على عظمته، قال معللاً للبغتة: ﴿فقد﴾ ودل على القوة بتذكير الفعل فقال: ﴿جاء أشراطها﴾ أي علاماتها المنذرات بها