وقال ابن برجان: هو ما تنحوا إليه بلسانك أي تميل إليه ليفطن لك صاحبك وتخفيه على من لم يكن له عهد بمرادك، وعلى القول بالتحقيق فلحن القول ما يبدو من غرض الكلام وخفيات الخطاب وسياق اللفظ وهيئة السحنة حال القول وإن لم يرد المتكلم أن يظهره ولكنه على الأغلب يغلبه حالاً، فلا يقدر على كل كتمه وإن كان في تكليمه معتمداً على ذلك، وحقيقته حال يلوح عن السر وإظهار كلام الباطن يكاد يناقض كلام اللسان بحال خفية ومعان يقف عليها باطن التخاطب وقال:
ولقد لحنت لكم لكيما تفقهوا | واللحن يعرفه ذوو الألباب |
وقال آخر:عيناك قد دلتا عيناي منك على | أشياء لولاهما ما كنت أدريها |
وقال أبو حيان: كانوا اصطلحوا على الفاظ يخاطبون بها الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مما ظاهره حسن ويعنون به القبيح، وقال الأصبهاني: وقيل للمخطىء: لاحن لأنه يعدل بالكلام عن الصواب: وقال البغوي: للحن وجهان: صواب وخطأ، فالفعل من الصواب لحن يلحن