أي مع قوتكم على ما تحاولونه ﴿بوراً *﴾ أي في غاية الهلاك والكساد والفساد، وعدم الخير لأنكم جبلتم على ذلك الفساد، فلا انفكاك لهم عنه، وهذا كما مضى بالنظر إلى الجميع من حيث هو جمع لا بالنسبة إلى كل فرد فإنه قد أخلص منهم بعد ذلك كثير، وثبتوا فلم يرتدوا.
ولما كان التقدير: ذلك لأنكم لم تؤمنوا، فمن آمن منكم ومن غيركم وأخلص، أبحناه جنة وحريراً، عطف عليه قوله معمماً: ﴿ومن لم يؤمن﴾ منكم ومن غيركم ﴿بالله﴾ أي الذي لا موجود في الحقيقة سواه ﴿ورسوله﴾ أي الذي أرسله لإظهار دينه وهو الحقيق بالإضافة إليه، معبراً عنه بالاسم الأعظم، وللزيادة في تعظيمه وتحقير شانئه وتوهية كيد التفت إلى مقام التكلم بمظهر العظمة فقال: ﴿فإنا﴾ أي على ما لنا من العظمة ﴿أعتدنا﴾ له أو لهم هكذا كان الأصل، ولكنه قال معلقاً للحكم بالوصف إيذاناً بأن من لم يجمع الإيمان بهما فهو كافر، وإن السعير لمن كان كفره راسخاً فقال تعالى: ﴿للكافرين﴾ أي الذين لا يجمعون الإيمان بالمرسل والرسول فيكونون بذلك كفاراً، ويستمرون على وصف الكفر لأنهم جبلوا عليه ﴿سعيراً *﴾ أي ناراً شديدة الإيقاد والتلهب، فهي عظيمة الحر توجب الجنون


الصفحة التالية
Icon