وأنسانا لها، وآمننا منها، والمراد بهذه نفخة البعث.
ولما كان ذلك الأثر عن النفس هو سر الوجود، وأشار إلى عظمته بقوله: ﴿ذلك﴾ أي الوقت الكبير العظيم الأهوال والزلازل والأوجال ﴿يوم الوعيد *﴾ أي الذي يقع فيه ما وقع الإيعاد به.
ولما كان التقدير: فكان من تلك النفخة صيحة هائلة ورجة شاملة، فقال الناس عامة من قبورهم، وحصل ما في صدورهم، عطف عليه قوله بياناً لإحاطة العرض: ﴿وجاءت كل نفس﴾ أي مكلفة كائناً ﴿معها سائق﴾ يسوقها إلى ماهي كارهة للغاية لعلمه بما قدمت من النقائص ﴿وشهيد *﴾ يشهد عليها بما عملت، والظاهر من هذا أن السائق لا تعلق له بالشهادة أصلاً، لئلا تقول تلك النفس: إنه خصم، والخصم لا تقبل شهادته، ويقال حينئذ للمفرط في الأعمال في أسلوب التأكيد جرياً على ما كان يستحقه إنكاره في الدنيا، وتنبيهاً على أنه لعظمه مما يحق تأكيده: ﴿لقد كنت﴾ أي كوناً كأنه جبلة لك ﴿في غفلة﴾ أي عظيمة محيطة بك ناشئة لك ﴿من هذا﴾ أي من تصور هذا اليوم على ما هو عليه من انقطاع الأسباب، والجزاء بالثواب أو العقاب لأنه على شدة جلائه خفي على من اتبع الشهوات ﴿فكشفنا﴾ بعظمتنا بالموت ثم بالعبث ﴿عنك غطاءك﴾ الذي كان


الصفحة التالية
Icon