تعالى: ﴿تواصوا به أم هم قوم طاغون﴾ أي عجباً لهم في جريهم على التكذيب والفساد في مضمار واحد، ثم قال تعالى: ﴿بل هم قوم طاغون﴾ أي أن علة تكذيبهم هي التي اتحدت فاتحد معلولها، والعلة طغيانهم وإظلام قلوبهم بما سبق ﴿ولو شئنا لأتينا كل نفس هداها﴾ ثم زاد نبيه عليه السلام أشياء مما ورد على طريقة تخييره عليه السلام في أمرهم من قوله تعالى: ﴿فتول عنهم فما أنت بملوم﴾ ثم أشار تعالى بقوله: ﴿وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين﴾ إلى أن إحراز أجره عليه السلام إنما هو في التذكار والدعاء إلى الله تعالى، ثم ينفع الله بذلك من سبقت له السعادة ﴿إنما يستجيب الذين يسمعون﴾ ثم أخبر نبيه عليه الصلاة والسلام بأن تكذيبه سينالهم قسط ونصيب مما نال غيرهم من ارتكب مرتكبهم، وسلك مسلكهم، فقال تعالى ﴿وإن للذين ظلموا ذنوباً مثل ذنوب أصحابهم﴾ إلى آخر السورة - انتهى.
ولما أخبر سبحانه عن ثبات خبره، أتبعه الإخبار عن وهي كلامهم، فقال مقسماً عليه لمبالغتهم في تأكيد مضامينه مع التناقض بفعله الجميل وصنعه الجليل، إشارة إلى أنهم لم يتخلقوا من أخلاقه الحسنى بقول ولا فعل: ﴿والسماء ذات الحبك *﴾ أي الآيات المحتبكة بطرائق النجوم


الصفحة التالية
Icon