منثوراً وتكون الأرض قاعاً صفصفاً.
ولما حقق العذاب وبين يومه، بين أهله بقوله مسبباً عن ذلك: ﴿فويل﴾ هي كلمة يقولونها لمن وقع في الهلاك، ومعناه حلول شر فاضح يكون فيه ندبة وتفجع ﴿يومئذ﴾ أي يوم إذ يكون ما تقدم ذكره ﴿للمكذبين *﴾ أي العريقين في التكذيب وهم من مات على نسبة الصادقين إلى الكذب.
ولما كان التكذيب قد يكون في محله، بين أن المراد تكذيب ما محله الصدق فقال: ﴿الذين هم﴾ أي من بين الناس بظواهرهم وبواطنهم ﴿في خوض﴾ أي أعمالهم وأقوالهم أعمال الخائض في ماء، فهو لا يدري أين يضع رجله. ولما كان ذلك قد يكون من دهشة بهم أو غم، نفى ذلك بقوله: ﴿يلعبون *﴾ فاجتمع عليهم أمران موجبان للباطل: الخوض واللعب، فهم بحيث لا يكاد يقع لهم قول ولا فعل في موضعه، فلا يؤسس على بيان أو حجة. ولما صور تكذيبهم بأشنع صورة، بين ويلهم ببيان ظرفه وما يفعل فيه فقال: ﴿يوم يدّعون﴾ أي يدفعون دفعاً عنيفاً بجفوة وغلظة من كل ما يقيمه الله لذلك، ذاهبين ومنتهين ﴿إلى نار جهنم﴾ وهي الطبقة التي تلقاهم بالعبوسة والكراهة والغليظ والزفير، وأكد المعنى وحققه بقوله: ﴿دعاً *﴾


الصفحة التالية
Icon