بغير واو لجميع القراء موافقة للرسم لأن القاعدة أن ما كان فيها رواية أتبعت وإن خالفت الرسم أو الأصل، وما لم يرد فيه عن أحد منهم رواية اتبع فيه الرسم وإن خولف الأصل، لأن التخفيف معهود في كلام العرب كالوال والمتعال من أسمائه الحسنى، لكن قال علامة القراءات شمس الدين الجزري في كتابه المسمى بالنشر في هذه الأحرف الأربعة: هذا و ﴿يدع الإنسان﴾ في سبحان و ﴿يمح الله الباطل﴾ في شورى و ﴿سندع الزبانية﴾ في العلق: نص الحافظ أبو عمرو الداني عن يعقوب على الوقف عليها بالواو على الأصل، ثم قال: قلت: وهو من انفراده، وقد قرأت به من طريقه ﴿الداع﴾ أي النفخ في الصور ﴿إلى شيء نكر *﴾ عظيم الوصف في النكارة بما تكرهه النفوس فتوجل منه القلوب لأنه لا شيء منه إلا وهو خارج عما تقدمه من العادة.
ولما بين دعاءه بما هال أمره، بين حال المدعوين زيادة في الهول فقال: ﴿خشعاً أبصارهم﴾ أي ينظرون نظرة الخاضع الذليل السافل المنزلة المستوحش الذي هو بشر حال، ونسب الخشوع إلى الأبصار لأن العز والذل يتبين من النظر فإن الذل أن يرمي به صاحبه إلى الأرض مثلاً مع هيئة يعرف منها ذلك كما قال تعالى: ﴿خاشعين من الذل ينظرون من طرف خفي﴾ وإفراده في قراءة أبي عمرو ويعقوب وحمزة والكسائي على أن الخشوع بلغ في النهاية من الشدة ونسبته إلى كل بصر على حد سواء، وجمع على لغة «أكلوني البراغيث» تفي قراءة الباقين بضم