أي في تنازعها ولا بسبها لأنها لا تذهب بعقولهم ولا يتكلمون إلا بالحسن الجميل ﴿ولا تأثيم *﴾ أي ولا شيء فيها مما يلحق شرَّابها إثما ولا يسوغ نسبه.
ولما كانت المعاطاة لا يكمل بسطها ولا يعظم إلا بخدم وسقاة قال: ﴿ويطوف عليهم﴾ أي بالكؤوس وغيرها من أنواع التحف ﴿غلمان﴾ ولما كان أحب ما إلى الإنسان ما يختص به قال: ﴿لهم﴾ ولم يضفهم لئلا يظن أنهم الذين كانوا يخدمونهم في الدنيا فيشفق كل من خدم أحد في الدنيا بقول أو فعل أن يكون خادماً له في الجنة فيحزن بكونه لا يزال تابعاً، وأفاد التنكير أن كل من دخل الجنة وجد له خدماً لم يعرفهم قبل ذلك ﴿كأنهم﴾ في بياضهم وشدة صفائهم ﴿لؤلؤ مكنون *﴾ أي مصون في الصدف لم تغيره العوارض، هذا حال الخادم فما ظنك بالمخدوم.
ولما كان ألذ ما إلى الحبيب وأعظم ما يكون من أربه ذكر محبوبه والثناء عليه بما منّ به، قال تعالى شارحاً لذلك عاطفاً على ما تقديره: فأقبلوا على تعاطي ما ذكر من النعم: ﴿وأقبل بعضهم﴾ لما ازدهاهم من السرور، وراقهم من اللذة والحبور ﴿على بعض يتساءلون *﴾ أي يسأل بعضهم بعضاً عن السبب الموصل له إلى هذا النعيم الذي لا يقدر مخلوق على وصفه حق وصفه، ثم استأنف شرح ذلك بقوله: ﴿قالوا﴾ أي


الصفحة التالية
Icon