يكون العطف على محل «إن» واسمها.
ولما كانوا في غاية الجلافة، رد إنكارهم بإثبات ما نفوه، وزادهم الإخبار بإهانتهم ثم دل على صحة ذلك بالدليل العقلي لمن يفهمه، فقال مخاطباً لأعلى الخلق وأوقفهم به لأن هذا المقام لا يذوقه حق ذوقه إلا هو كما أنه لا يقوم بتقريره لهم والرفق بهم إلا هو: ﴿قل﴾ أي لهم ولكل من كان مثلهم، وأكد لإنكارهم: ﴿إن الأولين﴾ الذين جعلتم الاستبعاد فيهم أولياً، ونص على الاستغراق بقوله: ﴿والآخرين *﴾ ودل على سهولة بعثهم وأنه في غاية الثبات، منبهاً على أن نقلهم بالموت والبلى تحصيل لا تفويت: ﴿لمجموعون *﴾ بصيغة اسم المفعول، في المكان الذي يكون فيه الحساب. ولما كان جمعهم بالتدريج، عبر بالغاية فقال: ﴿إلى ميقات﴾ أي زمان ومكان ﴿يوم معلوم *﴾ أي معين عند الله، ومن شأنه أن يعلم بما عنده من الأمارات، والميقات: ما وقت به الشيء من زمان أو مكان أي حد.
ولما كان زمان البعث متراخياً عن نزول القرآن، عبر بأداته وأكد لأجل إنكارهم فقال: ﴿ثم﴾ أي بعد البعث بعد الجمع المدرج ﴿إنكم﴾ وأيد ما فهمه من أصحاب الشمال هم القسم الأدنى من أصحاب المشأمة فقال: ﴿أيها الضالون﴾ أي الذين غلبت عليه الغباوة فيهم لا يفهمون، ثم أتبع ذلك ما أوجب الحكم عليهم بالضلال فقال: ﴿المكذبون *﴾ أي تكذيباً ناشئاً عن الضلال والتقيد بما لا يكذب