إليه بشيء من الإيمان أو غيره زاده من فضله «من تقرب مني شبراً تقربت منه ذراعاً - إلى قوله: ومن أتاني يمشي أتيته هرولة» عطف عليه الترغيب في التوصل إليه بالإنفاق منكراً على من تركه موبخاً لمن حاد عنه هو يعلم أنه فان، مفهماً بزيادة «أن» المصدرية اللوم على تركه في جميع الأزمنة الثلاثة فقال: ﴿وما﴾ أي وأيّ شيء يحصل ﴿لكم﴾ في ﴿ألا تنفقوا﴾ أي توجدوا الإخراج للمال ﴿في سبيل الله﴾ أي في كل ما يرضي الملك الأعظم الذي له صفات الكمال لتكون لكم به وصلة فيخصكم بالرأفة التي هي أعظم الرحمة، فإنه أم بخل به أحد عن وجه خير إلا سلط الله عليه غرامة في وجه شر، وأظهر موضع الإضمار في جملة حالية باعثاً على الإنفاق بأبلغ بعث فقال: ﴿ولله﴾ تأكيداً للعظمة بالندب إلى ذلك باستحضار جميع صفات الكمال لا سيما صفة الإرث المقتضية للزهد في الموروث ﴿ميراث﴾ أي الإرث والموروث والموروث عنه وغير ذلك ﴿السماوات والأرض﴾ جميعاً لا شيء فيهما أو منهما إلا هو كذلك يزول عن المنتفع به ويبقى لله بقاء الإرث، ومن تأمل أنه زائل هو وكل ما في يده والموت من ورائه، ويد طوارق الحوادث مطبقة به، وعما قليل ينقل ما في يده إلى غيره


الصفحة التالية
Icon