أي يحصل منهم ودل لا ظاهراً ولا باطناً - بما أشار إليه الإدغام وأقله الموافقة في المظاهرة ﴿من حاد الله﴾ أي عادى بالمناصبة في الحدود الملك الأعلى لذلك فالمحادة لا تخفى وإن كانت باطنة يستتر بها زيادة النفرة منهم ﴿ورسوله﴾ فإن من حاده فقد حاد الذي أرسله، بل لا تجدهم إلا يحادونهم، لا أنهم يوادونهم، وزاد ذلك تأكيداً بقوله: ﴿ولو كانوا آباءهم﴾ الذين أوجب الله على الأبناء طاعتهم بالمعروف، وذلك كما فعل أبو عبيدة عامر بن الجراح رضي الله عنه، قتل أباه عبد الله بن الجرح يوم أحد ﴿أو آبناءهم﴾ الذي جبلوا على محبتهم ورحمتهم كما فعل أبو بكر رضي الله عنه فإنه دعا ابنه يوم بدر إلى المبارزة، وقال: دعني يا رسول الله أكن في الرعلة الأولى، فقال له رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«متعنا بنفسك يا أبا بكر، أما تعلم أنك بمنزلة سمعي وبصري» ﴿أو إخوانهم﴾ الذين هم أعضادهم


الصفحة التالية
Icon