يستر داخلها من كثرة أشجارها، وأخبر عن ريها بقوله: ﴿تجري﴾ ولما كانت المياه لو عمت الأرض لم يكن بها مستقر، أثبت الجار فقال: ﴿من تحتها الأنهار﴾ أي فهي لذلك كثيرة الرياض والأشجار والساحات والديار. ولما كان ذلك لا يلذ إلا بالدوام قال: ﴿خالدين فيها﴾.
ولما كان ذلك لا يتم إلا برضا مالكها قال: ﴿رضي الله﴾ أي الملك الأعظم الذي له الأمر كله فلا التفات إلى غيره ﴿عنهم﴾ ولما كان ذلك لا يكمل سروره إلا برضاهم ليتم حسن المجاورة قال: ﴿ورضوا عنه﴾ أي لأنه أعطاهم فوق ما يؤملون. ولما أخبر عنهم بما يسر كل سامع فيشتاق إلى مصاحبتهم ومعاشرتهم ومرافقتهم ومقاربتهم ومدحهم وعرفهم بقوله: ﴿أولئك﴾ أي الذين هم في الدرجة العليا من العظمة لكونهم قصروا ودهم على الله علماً منهم بأنه ليس النفع والضر إلا بيده ﴿حزب الله﴾ أي جند الملك الأعلى الذي أحاط بجميع صفات الكمال وأولياءه، فإنهم هم يغضبون له ولا يخافون فيه لومة لائم. ولما تبين مما أعد لهم وأعد لأضدادهم أنهم المختصون بكل خير، قال على طريق الإنتاج مما مضى مؤكداً لما لأضدادهم من الأنكاد: ﴿ألا إن حزب الله﴾ أي جند الملك الأعلى وهم هؤلاء الموصوفون ومن


الصفحة التالية
Icon