فإن المقام اقتضى هناك الذكر لأنهم مكروا به كما قال تعالى
﴿وإذ يمكر بك الذين كفروا﴾ [الأنفال: ٣٠] الآية وهو صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أخفى أمر هجرته وأعمل الحيلة في الخلاص من مكرهم على حسب ما أمره الله به فحصلت المفاعلة في تحيز كل من الفريقين إلى شق غير شق الآخرة خفية ﴿فإن الله﴾ أي المحيط بجميع العظمة يشدد عقابه له لأنه ﴿شديد العقاب *﴾ وذلك كما فعل ببني قريظة بعد هذا حيث نقضوا عهدهم وأظهروا المشاققة في غزوة الأحزاب وكما فعل أهل خيبر، وكانوا يماكرون ويساترون في الأولى عند فتحها وفي الثانية عند إجلائهم منها، فقد سوى بين المساترين والمجاهرين في العذاب وهو للمجاهرين أشد عذاباً كما هو واضح.
ولما دل سبحانه على عزته وحكمته بما فعل ببني النضير الذين يقولون