الشيطان ومن أطاعه من الإنس والجن، فقال مبيناً لمعنى ما حط عليه آخر الكلام: ﴿كمثل﴾ أي مثل الكل الواعدين بالنصر والمغترين بوعدهم مع علمهم بأن الله كتب في الذكر ﴿لأغلبن أنا ورسلي﴾ [المجالة: ٢١] في إخلافهم الوعد وإسلامهم إياهم عند ما حق الأمر يشبه مثل ﴿الشيطان﴾ أي البعيد من كل خير لبعده من الله المحترق بعذابه، والشيطان هنا مثل المنافقين ﴿إذا قال للإنسان﴾ أي كل من فيه نوس واضطراب وهو هنا مثل اليهود: ﴿اكفر﴾ أي بالله بما زين له ووسوس إليه من اتباع الشهوات القائم مقام الأمر.
ولما كان الإنسان بما يساعد تزيين الشيطان عليه من شهواته وحُظوظه وأخلاقه يطيع أمره غالباً قال: ﴿فلما كفر﴾ أي أوجد الكفر على أي وجه كان، ودلت الفاء على إسراعه في متابعة تزيينه ﴿قال﴾ أي الشيطان الذي هو هنا عبارة عن المنافقين مؤكداً لما لمن تعلق بمن أكد له الوعد بشيء من صادق الاعتماد عليه والتكذيب بأنه يخذله: ﴿إني بريء منك﴾ أي ليس بيني وبينك علاقة في شيء أصلاً ظناً منه أن هذه البراءة تنفعه شيئاً مما استوجبه المأمور بقبوله لأمره، وذلك


الصفحة التالية
Icon