في ظاهره وباطنه ﴿فيكون﴾ فهو منزه عن حاجة التوالد وكل حاجة، وسر التعبير بالمضارع يذكر إن شاء الله تعالى في آل عمران. قال الحرالي: وصيغته تمادي الكائن في أطوار وأوقات وأسنان يمتد توالها في المكون إلى غاية الكمال - انتهى. قالوا: ورفع «يكون» للاستئناف أي فهو يكون، أو العطف على ﴿يقول﴾ إيذاناً بسرعة التكوين على جهة التمثيل، ومن قال بالأول منع العطف على ﴿يقول﴾ لاقتضاء الفاء أن القول مع التكوين فيلزم قدم التكوين، وقال الإمام أبو علي الفارسي في كتاب الحجة: إن ذلك لا يطرد في مثل ثاني حرفي آل عمران وهو قوله: ﴿ثم قال له كن فيكون﴾ [آل عمران: ٥٩] لأنه لا يحسن تخالف الفعلين المتعاطفين بالمضي وغيره، وأول قوله:
ولقد أمر على اللئيم يسبني | فمضيت ثم أقول لا يعنيني |