ولما ذكر القرار والأمن أتبعه الرزق وقال: ﴿وارزق أهله﴾ وقال: ﴿من الثمرات﴾، ولم يقل: من الحبوب، لما في تعاطيها من الذل المنافي للأمن، لما روى أن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى سكة حرث فقال: «ما دخلت هذه بيتاً إلا ذل» وقال: ﴿من آمن منهم بالله﴾ الجامع لصفات الكمال ﴿واليوم الآخر﴾ تقييداً لدعوة الرزق بما قيدت به دعوة الإمامة تأدباً معه حيث قال: ﴿لا ينال عهدي الظالمين﴾ [البقرة: ١٢٤] ﴿قال﴾ الله تعالى معلماً أن شمول الرحمانية بأمن الدنيا ورزقها لجميع عمرة الأرض ﴿ومن كفر﴾ أي أنيله أيضاً ما ألهمتك من الدعاء بالأمن والرزق، وعبر عن ذلك بقوله: ﴿فأمتعه﴾ تخسيساً له بما أفهمه لفظ المتاع بكونه كما مضى من أسماء الجيفة التي إنما هي منال المضطر على شعور يرفضه على قرب من مترجي الغناء عنها، وأكد ذلك بقوله: