الرجوع إلى ربه؛ وقرىء «وأوصى» فهو من إيصاء والوصية وهي التقدم في الشيء النافع المحمود عاقبته، وقراءة التشديد أبلغ لدلالتها على التكرر والتكثر ﴿إبراهيم بنيه ويعقوب﴾ وصّى بها أيضاً بنيه فقال كل منهم: ﴿يا بنيّ إن الله﴾ بعظمته وكماله ﴿اصطفى لكم الدين﴾ وهو الإسلام، فأغناكم عن تطلبه وإجالة الفكر فيه رحمة منه لكم ﴿فلا﴾ أي فتسبب عن ذلك أني أقول لكم: لا ﴿تموتن﴾ على حالة من الحالات ﴿إلا وأنتم﴾ أي والحال أنكم ﴿مسلمون﴾ أي ملقون بأيديكم وجميع ما ينسب إليكم لله لا حظ لكم في شيء أصلاً ولا التفات إلى غير مولاكم، فإن من كمل افتقاره إلى الغني الحكيم أغناه بحسب ذلك. وقرر سبحانه بالآيات الآتية بطلان ما عليه المتعنتون من اليهودية والنصرانية، وبرّأ خليله والأنبياء من ذلك على وجه أوجب القطع بأنهم عالمون ببطلانه.
ذكر قصة إبراهيم عليه السلام من التوراة: ذكر في السفر الأول منها أنه إبراهيم بن تارح بن ناحور بن شارغ بن آرغو


الصفحة التالية
Icon