النيران! قال تعالى معلماً لهم بالتربية بما تحصل به التصفية بما تؤدي إليه مناصبة الكفار ومقارعة أهل دار البوار: ﴿ولنبلونكم﴾ عطفاً على ما أرشد إليه التقدير من نحو قوله: فلنأمركم بمقارعة كل من أمرناكم من قبل بمجاملته وليتمالأن عليكم أهل الأرض ولنبلونكم أي يصيبكم بأشياء إصابة تشبه فعل المختبر لأحوالكم ليظهر الصابر من الجزع. قال الحرالي: فالصبر الأول أي في ﴿أن الله مع الصابرين﴾ عن الكسل وعلى العمل، والصبر الثاني أي في ﴿وبشر الصابرين﴾ على مصائب الدنيا، فلذلك انتظم بهذه الآيات آية ﴿ولنبونكم﴾ عطفاً وتجاوزاً لأمور يؤخذ بها من لم يجاهد في سبيل الله ضعفاً عن صبر النفس عن كره القتال ﴿يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم القتال وهو كره لكم﴾ [البقرة: ٢١٦] فمن لم يحمل الصبر الأول على الجهاد أخذ بأمور هي بلايا


الصفحة التالية
Icon