للجنوب وبالعكس، فما حملت جارية شيئاً ينتفع به إلا قد تضمن ذكره مبهم كلمة ﴿ما﴾ في قوله تعالى: ﴿بما ينفع الناس﴾ وذكرهم باسم الناس الذي هو أول من يقع فيه الاجتماع والتعاون والتبصر بوجه ما أدنى ذلك في منافع الدنيا الذي هو شاهد هذا القول - انتهى.
ولما ذكر نفع البحر بالسفن ذكر من نفعه ما هو أعم من ذلك فقال: ﴿وما أنزل الله﴾ الذي له العظمة التامة ﴿من السماء﴾ أي جهتها باجتذاب السحاب له. ولما كان النازل منها على أنواع وكان السياق للاستعطاف إلى رفع الخلاف ذكر ما هو سبب الحياة فقال: ﴿من ماء فأحيا به الأرض﴾ بما ينبت منها ولما كان الإحياء يستغرق الزمن المتعقب للموت نفى الجار فقال: ﴿بعد موتها﴾ بعدمه.


الصفحة التالية
Icon