وهو طلب الاستغراق فيما يختص فيه الحظ - قاله الحرالي: ﴿الناس على حياة﴾ على أي حالة كانت وهم قاطعون بأنه لا يخلو يوم منها عن كدر فإنهم يعلمون أنها وإن كانت في غاية الكدر خير لهم مما بعد الموت ﴿ومن﴾ أي وأحرص من ﴿الذين أشركوا﴾ الذين لا بعث عندهم على الحياة علماً منهم بأنهم صائرون إلى العذاب الدائم بالسيئات المحيطة والشرك. قال الحرالي: إسناد الأمر المختص بواحد إلى من ليس له معه أمر - انتهى.
ثم بين مقدار ما يتمنونه فقال: ﴿يود﴾ من الود وهو صحة نزوع النفس للشيء المستحق نزوعها له - قاله الحرالي. ﴿أحدهم﴾ أي أحد من تقدم من اليهود والمشركين بجميع أصنافهم، أو من اليهود خاصة، أو من المشركين فتكون ودادة اليهود من باب الأولى. قال الحرالي: وهو نحو من خطاب القرآن لا يصل إليه إبلاغ الخلق ﴿لو يعمر﴾ من التعمير وهو تمادي العمر كأنه تكرار، والعمر أمد ما بين بدو الشيء


الصفحة التالية
Icon