بالانتقام ممن كذب بي، وبإحقاق كل حق أميت، وإبطال كل باطل أقيم ﴿لتبعثن﴾ مشيراً ببنائه للمفعول إلى أنه ويكون على وجه القهر لهم بأهون شيء وأيسر أمر وكذلك قوله: ﴿ثم لتنبؤن﴾ أي لتخبرن حتماً إخباراً عظيماً ممن يقيمه الله لإخباركم ﴿بما عملتم﴾ للدينونة عليه. وشرح بعض ما أفاده بناء الفعلين للمجهول بقوله: ﴿وذلك﴾ أي الأمر العظيم عندكم من البعث والحساب ﴿على الله﴾ أي المحيط بصفات الكمال وحده ﴿يسير *﴾ لقبول المادة وحصول القدرة، وكون قدرته سبحانه كذلك شأنها، نسبة الأشياء الممكنة كلها جليلها وحقيرها إليها على حد سواء.
ولما كان في رد قولهم على هذا الوجه مع الإقسام من غير استدلال إشارة إلى تأمل الكلام السابق بما اشتمل عليه من الأدلة التي منها ذلك البرهان البديهي، سبب عنه قوله فذلكة لما مضى من الأدلة وجمعاً لحديث جبريل عليه الصلاة والسلام في الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشره والإسلام والإحسان: ﴿فآمنوا بالله﴾ أي الذي لا أظهر من أن له الإحاطة الكاملة بكل شيء وأنه لا كفؤ له ولا راد لأمره. ولما دعاه هذا إلى الإيمان به سبحانه عقلاً ونقلاً ذكراً وفكراً، ثنى بالإيمان بالرسل من الملائكة والبشر فقال: ﴿ورسوله﴾ أي كل من أرسله ولا سيما محمد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ


الصفحة التالية
Icon