بيده القلوب ومقاليد جميع الأمور ﴿يحدث﴾ أي يوجد شيئاً حادثاً لم يكن إيجاداً ثابتاً لا يقدر الخلق على التسبب في زواله فيكون مستغرقاً لزمان العمر كما أشار إليه نزع الخافض في قوله تعالى: ﴿بعد ذلك﴾ أي الحادث من الإشارة بالضرار بالإخراج أو تطويل العدة أو غير ذلك ﴿أمراً *﴾ أي من الأمور المهمة كالرغبة المفرطة في الزوجة فلا يتأتى ذلك إما بأن كان الضرار بالطلاق الثلاث أو بأن كانت من ذوي الأنفة فأثرت فيها الإساءة وفيمن ينتصر لها فمنعت نفسها منه.
وقال الإمام أبو جعفر بن الزبير: لما تقدم قوله ﴿يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله﴾ [المنافقين: ٩] وقوله في التغابن: ﴿إن من أزواجكم وأولادكم عدواً لكم فاحذروهم﴾ [التغابن: ١٤] وقوله تعالى ﴿إنما أموالكم وأولادكم فتنة﴾ [التغابن: ١٥] والمؤمن قد يعرض له ما يضطره إلى فراق من نبه على فتنته وعظيم محنته، وردت هذه السورة منبهة على كيفية الحكم في هذا الافتراق، وموضحة أحكام الطلاق، وأن هذه العداوة وإن استحكمت ونار هذه الفتنة، إن اضطرمت لا توجب التبرؤ بالجملة وقطع المعروف ﴿لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً﴾ [الطلاق: ١] ووصى سبحانه بالإحسان المجمل في قوله:


الصفحة التالية
Icon